كثير منا فى الوطن العربى لا يعرف دور المحامى، أو يتجاهله، أو يصفه بالطماع، أو غيرها من الصفات التى لا يصح قولها عنه، ومن يقول هذا لا يعرف مدى صعوبة وظيفة المحامى، فالحقيقة أن المحامى من أهم الشخصيات، ووظيفته من أهم الوظائف، وأصعبها فى وطننا العربى، وفى دوله، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
والمحاماة فن رفيع بمعنى الكلمة، فالمحامى هو الشخص الوحيد الذي يُحق له أن يقف أمام القاضى، مدافعًا عن موكله، محاولا إثبات براءته، أو تخفيف الحكم عليه مستندًا إلى الشهود وأقوالهم، وإلى الثغرات القانونية التى لا يخلو منها قانون، وبكل الطرق الأخرى.
فمثلا: إذا كان هناك متهم برئ متهمًا بقضية قتل، أو سرقة، أو غيرها من القضايا التى تكون عقوبتها حازمة، ورغم أنه برئ فلا يمكنه أن يثبت براءته بنفسه، لماذا؟ لعدم خبرته بالقانون الذي هو عصب الحياة ومنظمها؛ لأن المحامى والقاضى فقط من يدرسان القانون، ويعرفونه أفضل معرفه.
وتكمن هنا الحاجة لمحامى جيد خبير بالقانون جد الخبرة، درس القانون أعوامًا، ودرس كيف يدافع عن موكله، وكيف يحاول إثبات براءته بكافة الطرق؟
ولكن ليس كل من يملك كارنيه المحاماة فهو محامي يثق به، فيجب أن يكون المحامي الذي ستوكله يمارس المهنة منذ سنوات، ويتحدث الناس عنه دومًا بالخير والإشادة.
وعمل المحامى ليس سهلا كما نظن، فهو فى القضايا الصعبة يظل يبحث ويدرس فى ثغرة أيًا كانت، يستطيع أن ينال موكله بها البراءة، ويقف أما القاضى بلا خوف، ويعرض عليه الأدلة التى تثبت براءة موكله، مستندًا إلى القانون الذي من خلاله يصدر القاضى حكمه واجب النفاذ، وإن كانت هذه الأدلة التى قدمها المحامى صحيحة، وتثبت براءة موكله، يصدر القاضى حكمه ببراءة المتهم، وتعم الفرحة الأجواء.
أفلا يستحق المحامي مزيدًا من التقدير!، وإن كان كثير من المحامين يطالبون أجورًا باهظة، ونصيحة منى ألا تنخدع بالمحامين الذين أجورهم تكون منخفضة جدًا، فعلى الأرجح أن خدمتهم وقدراتهم ليست بالمستوى الذي تريده، وفى كلا الحالتين يجب عليك أولا أن تفكر جيدًا فى القضية، وحجمها، وصعوباتها، واحتياجاتها قبل أن توكل محامى ذو أجر عالى أو منخفض.
فحبذا عملا فى هذا الزمان المحاماة، ودور المحامى أصبح لا يقل أهمية عن دور القاضى.
صواباتحت رعاية الموقع . كوم
اترك تعليقاً