قضت المحكمة الجزائية في المدينة المنورة بإقامة حد السرقة على أحد الجناة بقطع يده اليمنى من مفصل الكف، لسرقته 1.7 مليون ريال من صراف آلي، وإتلاف أجهزة ساهر، وعلاوة على ذلك محاولة طعن أحد رجال الأمن.
وكما نعرف ان شرط وجوب حد السرقة كما يلي:
1- أن يكون أخذ المال على وجه الخفية، فإن لم يكن كذلك فلا قطع، فالمنتهب على وجه الغلبة، والمغتصب، والمختطف، والخائن لا قطع عليهم؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع».
2- أن يكون السارق مكلفاً- بالغاً عاقلاً- فلا قطع على الصغير والمجنون؛ لأنه مرفوع عنهما التكليف كما مرَّ، ولكن يؤدب الصغير إذا سرق.
3- أن يكون السارق مختاراً، فلا قطع على المكره؛ لأنه معذور؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه».
4- أن يكون عالماً بالتحريم، فلا قطع على جاهل بتحريم السرقة.
5- أن يكون المسروق مالاً محترماً، فما ليس بمال لا حرمه له؛ كآلات اللهو والخمر والخنزير والميتة، وكذا ما كان مالاً لكنه غير محترم؛ كمال الكافر الحربي- فإن الكافر الحربي حلال الدم والمال- لا قطع فيه.
6- أن يبلغ الشيء المسروق نصاباً، وهو ربع دينار ذهباً فأكثر، أو ثلاثة دراهم فضة أو ما يقابل أحدهما من النقود الأخرى، فلا قطع في أقل من ذلك؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعداً».
7- أن يكون المال المسروق من حرز مثله، وهو المكان الذي يحفظ فيه المال في العادة، وهو يختلف باختلاف الأموال والبلدان وغير ذلك، ويرجع فيه إلى العرف، فإن سرق من غير حرز، كأن يجد باباً مفتوحاً، أو حرزاً مهتوكاً؛ فلا قطع عليه.
8- أن تنتفي الشبهة عن السارق، فإن كان له شبهة فيما سرق فلا قطع عليه؛ فإن الحدود تدرأ بالشبهات، فلا قطع على من سرق من مال أبيه، وكذا من سرق من مال ابنه؛ لأن نفقة كل منهما تجب في مال الآخر. ولا يقطع الشريك بالسرقة من مال له فيه شرك. وكذا كل من له استحقاق في مال، فأخذ منه، فلا قطع عليه، لكن يؤدب ويرد ما أخذ.
9- أن تثبت السرقة عند الحاكم، إما بشهادة عدلين أو بإقرار السارق؛ لعموم قوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: 282]. وأما الإقرار فلأن الإنسان غير متهم في الإقرار على نفسه بالإضرار بها.
10- أن يطالب المسروق منه بماله؛ لأن المال يباح بالبذل والإباحة، فيحتمل إباحة صاحبه له، أو إذنه بدخول حرزه، أو غير ذلك مما يسقط الحد.
وبدأت القضية العام الماضي، بعد تلقي دوريات الأمن بلاغاً من مواطنين بشأن إتلاف شخص لأجهزة ساهر أمام المارة، وتكسير خزينة صراف أحد البنوك في المطار، واستيلائه على 5 صناديق تحتوي على مبالغ مالية كبيرة.
وباشرت الأجهزة الأمنية في حينها البلاغ، وتحفظت على الأموال المسروقة وطاردت الجاني إلى أن احتمى في أحد المساكن، فباغت أحد رجال الأمن في محاولة طعنه بسكين، قبل أن تتم السيطرة عليه وفقاً لصحيفة “الوطن”.
وانتهت التحقيقات إلى اعتراف الجاني بفعلته، وإفصاحه بأنه يتعاطى المخدرات منذ حوالي 3 سنوات.
صواباتحت رعاية الموقع . كوم
اترك تعليقاً