Call us now:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأزكى التسليم أما بعد، ذكر المحامي والدكتور تفصيلا حول موضوع نظرة عميقة لمصطلح خرق العقد وفيما ياتي اهم ماذكر فيها :
كثيرًا ما نسمع مصطلح “خرق العقد” في دعاوى الفسخ أو في صياغة العقود، وغالبًا ما يقتصر ذكر هذا المصطلح في الحالات التي تُعتبر خرقًا للعقد أو تحديد الآثار المترتبة على خرق العقد أو كلاهما معًا، ولكن الحديث عن مفهوم وأنواع خرق العقد غير مألوفًا على الرغم أن تحديد نوع الخرق الذي حدث في العقد أمر قد يترتب عليه تغير كبيرًا في الآثار المترتبة عليه.
ماهية خرق العقد:
تنشأ العقود على الالتزامات المتبادلة، حيث يقوم أحد الأطراف بتقديم خدمة، منتج، سلعة أو القيام بأي عمل آخر في مقابل أن يقوم الطرف الآخر في العقد بدفع مقابل مادي لهذا العمل.
كما يتضمن العقد التزامات أخرى تابعة أو متفرعة للالتزامات المذكورة أعلاه التي تُعتبر الالتزامات الرئيسية في العقد، بعض هذه الالتزامات الإضافية يتعلق بتسليم المنتجات أو الخدمات وبعضها يتعلق بمدة وتجديد العقد وأخرى تتعلق بوسائل الدفع وغيرها من الالتزامات اللازمة لتغطية المخاطر المحيطة بالعقد.
ويعتبر فشل أحد أطراف العقد بتنفيذ أحد التزاماته التعاقدية -بشكل خاص الالتزامات الجوهرية في العقد- خرقًا للعقد.
أنواع خرق العقد:
سنتحدث عن أنواع خرق العقد من خلال النظر إلى الفعل الذي يُعتبر خرقًا للعقد من وجهين مختلفين وهما:
الوجه الأول: من حيث خطورة الخرق
-
الخرق الجوهري أو الجسيم
يتحقق هذا النوع في حالة قام أحد الأطراف بخرق بند جوهري في العقد، ويعتبر الخرق الجوهري هو الخرق الذي يؤدي إلى منع أو إعاقة فائدة مقررة للطرف الآخر بموجب العقد.
قد يشمل الخرق الجوهري الفشل في أداء أيِّ من التزامات العقد وعلى وجه الخصوص الالتزامات الرئيسية في العقد كعدم الالتزام بدفع المقابل المادي أو تأخير الدفع، التراخي في تسليم السلع أو المنتجات، تأدية الالتزام في وقته ولكن بشكل غير مناسب.
أهم ما قد يترتب على قيام أحد الأطراف بهذا النوع من خرق العقد – الخرق الجوهري للعقد- هو حق الطرف الآخر في فسخ العقد وطلب التعويض عن الأضرار التي أصابته.
-
الخرق البسيط أو الطفيف
يتمثل هذا الخرق البسيط في الإخلال البسيط بالتزامات العقد، ويكون الإخلال بسيطاً في حالة قام أحد الأطراف بخرق أحد التزامات العقد سواء بالتأخير أو التنفيذ بكفاءة غير مطابقة للكفاءة المتفق عليها، وقيام أحد الأطراف بهذا الخرق البسيط – أو بمعنى أوضح النقص في تنفيذ الالتزام- لا يمنع أو يعيق الطرف الآخر من الاستفادة من حقوقه المستحقة بموجب العقد.
يختلف الخرق البسيط عن الخرق الجوهري أو الجسيم أن الأول لا يُشترط فيه ترتيب حق للطرف غير المخل بفسخ العقد أو طلب التعويض، فقد يجوز له الفسخ والتعويض وقد لا يحق له ذلك، والعلة من ذلك أن الإخلال بالالتزامات بهذا الشكل يشكل خرقًا للعقد ولكنه لا يترتب أضراراً مالية للطرف الآخر.
الوجه الثاني: من حيث وقوع الخرق
والسؤال هنا هل وقع الفعل المخل بالالتزام أو الفعل الذي يمثل خرقًا للعقد فجأة أم قام الطرف المخل بالإعلان عن نيته في عدم التنفيذ مسبقًا؟؟
هذا ما سنعرفه فيما يلي،،
-
خرق عقد مفاجىء:
خرق العقد فعلياً يعنى أن يقوم أحد الأطراف بالإخلال بأحد التزاماته مباشرة دون سابق إنذار ويعتبر هذا النوع من خرق العقد هو الأكثر شيوعاً في العقود، فعلى سبيل المثال اتفق (س) مع (ص) على توريد سلع غذائية (ص) أسبوعيًا على أن يقوم (س) وهو المورد بتوريد السلع يوم السبت من كل أسبوع وفي المقابل يقوم (ص) بدفع المقابل المالي المتفق عليه لكل شحنة فور استلامها وأثناء سريان العقد بشكل طبيعي بحيث يقوم المورد بتوريد السلع ويقوم المورد إليه بدفع المقابل وفقًا لما هو متفق عليه في العقد وفي الأوقات المحددة لذلك، فمر الأسبوع الأول والثاني والثالث والرابع على ما يرام حتى تخلف المورد في الأسبوع الخامس عن تأدية التزامه ولم يقوم بتوريد السلع المطلوبة، دون إعلام أو سابق إنذار بذلك، فخرق العقد في هذه الحالة يُعتبر خرقًا فعليًا مفاجئاً.
-
خرق عقد متوقع:
يطلق على هذا النوع أيضًا التخلي عن تنفيذ العقد أو التخلي عن تنفيذ الالتزام، وفي هذا النوع يعلن أحد الأطراف نيته بعدم الرغبة بتنفيذ أحد التزاماته التعاقدية وذلك قبل حلول موعد تنفيذ الالتزام وبصيغة أخرى قبل أن يكون الالتزام مستحقًا.
ويتحقق خرق العقد في هذه الحالة إذا قام الطرف المخل بالقيام بأي فعل يدل على نيته في عدم تنفيذ التزامه أو إذا قام بالتصريح بذلك مباشرة.
عادة ما يستخدم الأشخاص هذا الأسلوب عند رغبتهم في التخلي عن العقد أو الانسحاب منه.