Call us now:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأزكى التسليم أما بعد : ذكر المحامي والدكتور تفصيلا حول موضوع العام والخاص في اصول الفقه وفيما ياتي اهم ماذكر فيها :
العام: في اصطلاح الأصوليين هو اللفظ المستغرِق لجميع أفراده بلا حصر كأن تقول: أكرموا الطلاب. فلفظ الطلاب صيغة عموم يستغرق جميع الأفراد، ولا يقف عند حد معين، هذه صفة العام: أن العام يشمل، ويستغرق جميع أفراد اللفظ، ولا يقف عند حد معين.
أما الخاص: فهو اللفظ الدال على محصور: إما بشخص مثل محمد، أو بإشارة مثل هذا طالب، أو بعدد نحو عندي عشرون كتابا، هذا تعريف الخاص والعام.
المصنف -رحمه الله- قال: ” العام هو اللفظ الشامل لأجناس..” يعني مثل: لفظ الحيوان؛ لأن لفظ حيوان اسم جنس يشمل البهائم، ويشمل بني آدم -يعني الإنسان-،”.. أو أنواع..” مثل: الإنسان، فالإنسان نوع من أنواع الجنس “..أو أفرا كثيرةزز”: كالطلاب يدل على أفراد، والمسلمين، والمشركين، ونحو ذلك.
قال: “ومنها خاص يدل على بعض الأجناس” كأن تقول: هذا إنسان، فهذا يدل على بعض الأجناس كما تقدم، “أو الأنواع ” كأن تقول: هذا رجل -نوع-، أو تقول: هذا أسد -نوع-” أو الأفراد” -كما مثلت لكم- كأن تقول: جاء محمد
النقطة اللي ركز عليها الشيخ في موضوع العام هي: ما علاقة العام بالخاص؟ الخاص: إما أن يكون حكمه حكم العام، وإما أن يكون له حكم غير حكم العام فإن كان حكم العام والخاص سواء عمل بالعام على عمومه، وعمل بالخاص على خصوصه. بمعنى أنه لا يخصص العام بالخاص، وهذا يسمى -عند الأصوليين- موافِقُ العام، وبعبارة أخرى يسمونه الخاص الذي ورد بحكم العام.
فالسؤال: ما حكم الخاص إذا ورد بالحكم العام؟ هل يخصِّصُ العامَّ أو لا يخصصه؟ الجواب: لا يخصصه، مثاله: لو قلت لإنسان: أكرم الطلاب، ثم قلت: أكرم زيدا. هل معنى هذا أن الخاص -كلمة (زيد)- ألغى العام، وصار الإكرام خاصا بزيد، أم أن العام باق على عمومه، ويكون ذكرك للخاص لغرض من الأغراض: كالتنويه بقيمة زيد، ومكانة زيد ؟
فالجواب على هذا أن نقول: إن ذكر الخاص بحكم العام لا يقتضي التخصيص. ما هو حكم العام؟ -اللي عارف يرفع يده- ما هو حكم العام ؟
الإكرام، ما هو حكم الخاص؟ نعم الإكرام. إذن لا يخصص الخاصُ العامَ، بل يبقى العام على عمومه، والخاص على خصوصه.
مثال: من النصوص الشرعية قول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث جابر بن عبد الله المتفق عليه « وجعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا » الأرض لفظ عام يشمل: الأرض الرملية، والترابية، والحجرية، والتي نزل عليها المطر، كل هذا بمقتضي الفظ الذي معنا تصلح للتيمم؛ لأن كلمة الأرض لفظ عام.
ما هو حكم العام الذي نأخذه من قوله: « وجعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا »؟
حكم العام: أنه يتيمم بجميع أجزاء الأرض، ورد في صحيح مسلم حديث حذيفة -رضي الله- عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « وجعلت لنا تربتها مسجدا وطهورا إذا لم نجد الماء »
هذا الحديث فيه فرد من أفراد العام -الذي هو التراب- الحكم ما هو؟ هه.. نعم الحكم هو التيمم، إذن الآن الخاص حكمه هو حكم العام ولَّا مختلف؟ هو حكم العام.
إذن نأخذ قاعدة في الأصول: إذا جاء الخاص بحكم العام امتنع التخصيص، فيعمل بالعام على عمومه: ويعمل بالخاص على خصوصه؛ ومن هنا الراجح في هذه المسألة: أن أي جزء من أجزاء الأرض يصلح للتيمم.
لكن لو أخذنا القاعدة: من أن نخصص العام بالخاص، معني هذا أن أي نوع من أنواع الأرض يتيمم به؟ التراب فقط، يعني الذي له غبار، نصير لا نتيمم بالرمل، ولا نتيم بالأرض الحجرية، ولا نتيمم بالأرض الذي نزل عليها قش من مطر لا نتيمم به.
لو عملنا بالتخصيص، لكن لن نعمل بالتخصيص؛ ولهذا الراجح من قول أهل العلم أن أي جزء من أجزاء الأرض يتيمم به. لعله اتضح الآن، وهذا معنى قول الشيخ -رحمه الله-: فحيث لا تعارض بين العام والخاص، عمل بكل منها.
متى ما يتعارض العام والخاص؟ أنت يا أخي، نعم.. إيه؟ أحسنت. إذا جاء الخاص بحكم العام، وقد نسب الشوكاني في كتابه (إرشاد الفحول ) ما سمعتموه إلى جمهور العلماء، أن جمهور العلماء يقولون: إذا ورد الخاص بحكم العام ما فيه تخصيص، يعمل بالعام، ويعمل بالخاص.
ما تعرفون معنى يعمل بالعام، ويعمل بالخاص بالحديث اللي أعطيتكم؟ معني يعمل بالعام أنه أي جزء من أجزاء الأرض يصلح للتيمم: لو جاء واحد وتيمم بالتراب يصلح التيمم، نصيرعملنا بالعام، وعلمنا بالخاص.