الظروف الاستثنائية وتأثيرها على العقود التجارية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأزكى التسليم أما بعد، ذكر المحامي والدكتور تفصيلا حول موضوع الظروف الاستثنائية وتأثيرها على العقود التجارية وفيما ياتي اهم ماذكر فيها :

سنتحدث في هذا المقال عن تفسير معنى الظروف الاستثنائية الذي ورد من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حينما أكدت بأن نظام العقود لا يسمح بمنح العاملين أجازة دون أجر بغير موافقتهم.  اعتقد أن هذا الرد مهم جدا خاصة في هذا التوقيت وذلك لأسباب عديدة وهي:

  1. أن الوزارة هي الجهة الأولى والوحيدة الرسمية التي وصفت الوضع الحالي، وعليه فإن من المستحب علينا ان نلتزم بهذا التعريف في كل مايتصل بعلاقاتنا التعاقدية حتى إشعار آخر
  2. عقد العمل يعتبر من العقود الشائعة والتي تشترك مع الكثير من العقود التي نستخدمها ونطبقها في حياتنا التجارية.
  3. ومنها عقد الايجار والتوريد وبالتالي يمكننا أن نطبق مفهوم الظرف الاستثنائي عليها دون حرج.
  4. وصف الوزارة يقابله في الشريعة الإسلامية نظرية(الضرورة) في الفقه الإسلامي، وهذه النظرية أثراها الفقهاء المسلمين ببحوثهم لدرجة دفعت الفقيه الفرنسي ” لامبير ” عام ١٩٣٢م في مؤتمر لاهاي للقول:

أن نظرية الضرورة في الفقه الإسلامي أشمل من نظرية الظروف المقارنة في القضاء الفرنسي، وأكثر مرونة من نظرية استحالة التنفيذ في القضاء الانجليزي وفي القضاء الأمريكي من نظرية الحوادث المفاجئة”. ماسبق يجب أن يجعلك مطمئن ان محاميك في الفترة القادمة لديه السند القانوني الكافي لحمايتك.

السؤال الذي يهمك الآن كطرف في عقد ايجار مثلا أو توريد أو مقاولات، ماهي الاستثناءات التي سأحصل عليها بموجب نظرية الضرورة؟

  1. بداية يحق لك طلب تدخل القضاء وإعادة التوازن الاقتصادي(المنافع) بينك وبين الطرف الثاني في العقد.
  2. وثانياً يحق لك فسخ العقد اذا تضررت بشكل فادح.

وهنا يجب أن تتوقف قليلاً وتنتبه لهذا الحديث؛  ليست جميع العقود التي ستمر بهذا الظرف سيترتب عليها حق للمتضرر فيها بفسخ العقد هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أنت والمؤجر أو الشركة الكبيرة أمام القضاء يجوز لكم الاحتجاج بالظرف الاستثنائي، وعليه لن يُخفف عنك كشركة صغيرة ويترك الكبير أو الغني يواجه الخسارة بمفرده بسبب لا دخل له فيه!

وما يؤكد ذلك اجازة وسماح القانون للدول والحكومات التمسك بـالظروف الطارئة كسبب للتخفيف من التزاماتها التعاقدية، وجميعنا يعرف بأن ميزانيات الدول مليارية وأي عقد تبرمه يصبح بسيط مقارنة بما لديها من مال .

السؤال الذي يؤرق كثير من القانونين واعتقد أنه يؤرقك أيضاً اذا وصلت إلى هنا في القراءة هو:

ما معنى الخسارة الفادحة التي يمكن أن احتج فيها لأحصل على المميزات السابقة؟

فريق من العلماء يعتبر وصول الخسارة إلى الثلث من تجارتك أو صفقتك أو عقدك حد كافي من الألم لرفعة الراية البيضاء.

آخرين وأقصد هنا علماء وفقهاء قانونين اعتبروا أنه اذا كان تنفيذك للعقد في ظل الظرف الاستثنائي سيتسبب لك بالإفلاس أو تغيير سلبي حاد في مركزك المالي والائتماني فإن ذلك سبب وجيه لتدخل القضاء وإعادة التوازن الاقتصادي بين أطرافه

في النهاية الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت الاقتصادية وتحتاج إلى الكثير من الحصافة في الإدارة، وأجد من الكياسة أن تعين محامي ماهر، وأن لا تقوم بتطبيق ما سبق بنفسك كرجل أو رائد أعمال لأن من رأى ليس كمن سمع.

اترك ردّاً

Call Now Buttonاتصل الآن